عسل في الكوز

عبد الصبور بدر يكتب: ياسمين عبد العزيز وطلاب الأزهر

عبد الصبور بدر 
عبد الصبور بدر 

بدأت امتحانات الثانوية الأزهرية منذ ما يقرب من أسبوع ولا أحد يهتم.. الأسئلة صعبة.. الطلاب يخرجون وهم يضربون كفا بكف ولا يراهم أحد.. الأسئلة يتم تسريبها على بعض الجروبات والإعلام ودن من طين والتانية من عجين، ولسان حالهم يقول: العيال نجحت سقطت شئ ما يخصناش، وكأن طلاب الازهر (مش عيالنا) ويعيشون في دولة أخرى ويتحدثون بلغة لا نعرفها.
الأخبار التي تنقلها الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية ليست أكثر من بيانات رسمية نستطيع الحصول عليها من مصادرها الأصلية على جوجل، دون الحاجة إلى تلك الصحف وهذه المواقع، وفي المقابل غابت التغطيات المهنية عن اللجان، وكأن لجان امتحانات الأزهر مواقع عسكرية تعلق لافتة "ممنوع الاقتراب والتصوير".
139 ألف طالب وطالبة يؤدون امتحانات الثانوية الأزهرية بجميع أقسامها هذا العام، ما يعني أن هناك 139 ألف أسرة تعيش حالة من القلق على مدار شهر (فترة الامتحانات) ولكنها لا تجد من يشعر بها، أو يدافع عن حق أبنائها في نقل شكواهم إلى المسؤولين، ويجدون أنفسهم – دائما - خارج حسابات موالد الإعلام وبرامج "التوك شو" التي تصدعنا بمتابعات تفصيلية عن الترند وما قالته عروس كفر الدوار ورد فعل زوجها، وتعليق والدها وأمها وابن خالتها، والترويج لقناتها على اليوتيوبـ، إضافة إلى زعل ياسمين عبد العزيز من أحمد العوضي ومنشوراته التي يعلن فيها عن حبه وهيامه وغفرانه لكل ما يصدر عنها. 
ولماذا تقوم الدنيا ولا تقعد على امتحانات طلاب الثانوية العامة؟، وتتنافس كاميرات المصورين على التقاط دموع الطلاب، وتنقل صراخ الأمهات والآباء، ويتسابق زملاونا في المحافظات على رصد كل صغيرة وكبيرة تحدث أمام اللجان؟!
هل طلاب الأزهر أبناء البطة السوداء؟.. أم هو موقف غير معلن من طلاب الأزهر؟.. أم هي سياسة إعلامية عنصرية موروثة من عصور سابقة  تسلط الضوء على طلاب التربية والتعليم، وتعتم على طلاب الأزهر، ولم يفكر أحد في تغييرها؟..، أم لأن أغلب الصحفيين والإعلاميين يلحقون أولادهم بمدارس خاصة ودولية، ويعتقدون أن منظومة التعليم في الأزهر من الأمور التي عفى عليها الزمن؟!
يدرس طالب الأزهر المواد نفسها التي يدرسها زميله في التربية والتعليم مضافا إليها القرآن والعلوم الشرعية التي تستنزف طاقته على مدار العام، ومع ذلك فهو سعيد وراض بحاله، ويشعر في قرارة نفسه أنه شخص متميز، وسيكون له شأن عظيم في المستقبل. ، وكل ما يطلبه الشيخ الصغير هو الخروج من متاهات التجاهل، والاعتراف بحقه في الظهور والتعبير عن همومه ومشاكله وإيصال صوته إلى من يهمه الأمر.